"عوالم الخيالية لشهرزاد في الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية والأدب "ألف ليلة وليلة

اختار المشرفون للجمعية المغربية الثقافية والفنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة على تنظيم الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية والأدب "ألف ليلة وليلة"، تحت موضوع »   شهرزاد تحكي...! « ، التي ستنعقد في الفترة الممتدة ما بين الجمعة 21 إلى الثلاتاء 25 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ2018 بمدينة الدار البيضاء الكبرى، فهو بذلك يستحضر روح شهرزاد التي سحرت بحكاياتها الملك شهريار ونجت من الموت وأنست الرجل همومه وجراحه وأركعت الطاغية بقوة الخيال، بعوالم علاء الدين ومصباحه السحري ومغامرات السندباد البحري وعلي بابا والكائنات الخارقة من جن وعفاريت وملائكة...

تعتبر حكايات "ألف ليلة وليلة" من أهم الآثار الأدبية التي غذت وربطت علاقات استثنائية بين الشرق والغرب منذ قرون. ومن أهم ما تقدمه هذه التظاهرة الكبرى هي لوحات تشكيلية نادرة من أعمال المشاركين للمهرجان من مختلف البلدان الإفريقية، العربية والدولية، مستوحاة موضوع الدورة الثانية "شهرزاد تحكي...!"، وأخرى تعبر عن مشاهد راقصات شرقية وحريم ومساجد وأسواق ومقاهي وحلي، أبواب، أواني أكل وشرب، ومصابيح، وكذلك لوحات تشكيلية للحروفيات والفن العربي، ‏ كتشخيص للنشاط التجاري والديني في المدن العربية التي كانت مسرحا لألف ليلة وليلة.

ويمكن لعشاق "الكتاب الذي لا ينتهي" اكتشاف أثناء فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية والأدب "ألف ليلة وليلة"، إنتاج أدبي معاصر من شعر ومقالات وقصص ومسرح وموسيقى وغناء لكل مبدع يحس بتهديد بالموت ليس له فقط بل لوطنه ولكل أبرياء العالم، وجعل من هذا التهديد شهرزاد في داخله يدافع عن الإنسانية وعن قيم جميلة كالسلام والتسامح عبر الفن والأدب.

وقد ارتأينا أن تحمل هذه الدورة الثانية إسم الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو. سيشارك في هذه الاحتفالية ثلة من الشعراء ‏والكتاب والفنانين ‏والصحافيين المغاربة والعرب والعالميين بقراءات شعرية وشهادات في حق المحتفى به تقديرا لمساره الثمين والغني بالإنتاج والإبداع ‏والعمل إذ أنه من أهم رواد النقد العربي الحديث. وقد تميز عبد الفتاح كليطو بدراسة الثقافة العربية الكلاسيكية بمناهج نقدية أكثر حداثة ‏وتجريبا وتأصيلا بسبب انفتاحه على الأدب الغربي ومناهجه النقدية واطلاعه العميق على التراث العربي القديم‎.‎
يذكر أن كليطو تابع دراسته بثانوية مولاي يوسف بالرباط، ثم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمدينة نفسها، قبل أن يرحل إلى جامعة ‏السوربون الجديدة بباريس حيث حصل سنة 1982 على دكتوراه حول موضوع السرد والأنساق الثقافية في مقامات الهمداني ‏والحريري. ويعمل كليطو أستاذاً بكلية الآداب جامعة محمد الخامس (الرباط) منذ سنة 1968، وقد ألقى العديد من المحاضرات، ‏وشارك في لقاءات ثقافية في المغرب وخارجه، كما قام بالتدريس كأستاذ زائر بعدد من الجامعات الأوروبية والأميركية من بينها ‏جامعة بوردو، والسربون الجديدة، وكوليج دو فرانس، وجامعة رينستون، وجامعة هارفارد‎.‎
وشكلت أعماله، ومنها (الأدب والغرابة)، و(الحكاية والتأويل)، و(الكتابة والتناسخ)، و(الغائب)، و(المقامات: السرد والأنساق الثقافية)، ‏و(لسان آدم) و(الخيط والإبرة) و (من شرفة ابن رشد) و(حصان نتشيه)، موضوع مقالات وتعليقات صحفية، وكتب، وأبحاث جامعية، ‏بالعربية والفرنسية، كما نقلت بعضها إلى لغات من بينها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية‎.‎
‎سيفتتح الفيلم الوثائقي القصيرمدته 30 دقيقة عن الدكتور عبد الفتاح كيليطو عروض الأمسية الأدبية والفنية للمهرجان، ابتداءً من الساعة ‏‏4 عصراً يوم الجمعة 21 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، بالمركب الثقافي محمد السادس لمدينة الدار البيضاء‎ ‎‏2018، وسيقدم الكاتب والصحافي حسن ‏نرايس توقيع كتاب حول الدكتور عبد الفتاح كيليطو، وسيساهم فيها عدد من الفنانين والسينمائيين والصحافيين بشهادات في حق الدكتور ‏عبد الفتاح كيليطو ستضمنها الكتاب بعنوان "كيليطو، الباحث في أسرار الليالي‎".‎
‎ ‎‏وسيعرف المهرجان تنظيم َمسابقة الرسمية ٍالدولية "جائزة ألف ليلة وليلة من أجل السلام"، ‏سيتنافس على جوائزها أكثر من 80 فنانا ‏وفنانة من دول مختلفة بأعمال ثقافية وفنية مستوحاة من كتاب ‏ألف ليلة وليلة في المجال الفنون والأدب، ومن أبرز الدول المشاركة في ‏هذه التظاهرة الكبرى ‏المغرب، سوريا، فلسطين، الجزائر، ليبيا، مصر، السعودية، قطر، فرنسا، إيطاليا، اليمن، والسودان‎.‎
كما سيتم تنظيم أربعة (4) أمسيات ثقافية وفنية، وندوة دولية حول موضوع شهرزاد، ستعرف مشاركة أساتذة وأكاديميين من ‏المغرب ‏ودول ‏عربية، ‏وستشهد هذه الدورة‎ ‎مشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين العالميين والشعراء العرب ‏والمغاربة ذوي الحضور ‏الوازن في المشهد الثقافي فضلا على رجال الإعلام والفكر والفن وكل المهتمين ‏بكتاب "ألف ليلة وليلة" كتراث سردي وإنساني متفرد ‏والمهتمين بإرساء دعائم السلم الدولي والأهلي وتأصيل الديمقراطية والدفاع عن الحريات. وستعرف هذه الدورة أنشطة ‏موازية، وتنظيم ‏ورشات وعروض فنية، بالإضافة إلى توقيع اصدارات ‏أدبية وفنية حول موضوع المهرجان "شهرزاد تحكي...!"، وحول موضوع ‏‏"السلام". ‏